نيبون أنيميشن : تذبل أحلام الطفولة لكنها لا تنسى
مقال مترجم عن Anipages بتصرف (pelleas.net)
ليست لدي الكثير من المعلومات عن كويتشي موتوهاشي لكنني أعرف أن المسلسلات المفضلة لدي ما كانت لتجد طريقها إلى الإنتاج من دونه. لقد جعل هذا الرجل من نيبون أنيميشن نموذجا فريدا للغاية في عالم صناعة الأنيمي.
أسست Nippon Animation سمعتها كشركة رائدة في الاقتباس الأدبي مساهمة في صنع أحلام وذكريات جيل لا يمكن أن ينسى روائع رواياتها العالمية. فقد تميزت معظم أعمالها بارتكازها على قصص عائلية يتم اختيارها وتنفيذ إنتاجها بعناية وإبداع حتى تكون مناسبة لجماهير من جميع أنحاء العالم. لم تكن مسلسلات ثقيلة حول قتال الأعداء أو حروب الروبوتات أو إنقاذ العالم، بل كانت أعمالا لطيفة سهلة المشاهدة وذات نكهة إنسانية ساحرة. إنها ببساطة نموذج مثالي للرسوم المتحركة التي تحب الأسرة أن يتابعها صغارها.
منذ أن صمم الرسامان Yoichi Kotabe و Shuichi Seki شخصيتي هايدي فتاة الألب والسندباد البحري بدا واضحا أن فريق نيبون أنيميشن الفني (الذي اجتمع للتو بعد أزمة Zuiyo Eizo) يتجه نحو تأسيس أسلوب خاص به في الرسم والتحريك. ومع أن الشركة أنتجت نصيبها العادل من قصص (الشوجو) و(الميكا) إلا أن النمط الذي صدرت عليه روائع الأدب العالمي هو ما جعلها أقرب للأذواق والقلوب عندما كان التلفزيون مسرحا عائليا يتجمع الكبار والصغار أمام شاشته مساء كل أحد لمتابعة قصص أوروبية نابضة بالحياة.
عشرون سنة مضت ما بين 75 و95 كانت الشركة خلالها تقدم لتلفزيون (فوجي) عملا جديدا كل سنة مقتبسة أفضل روايات الأدب لتحولها إلى أجمل مسلسلات الأنيمي، فتابعنا معها آنى (شما) ذات الشعر الأحمر، بائع الحليب، الأميرة سالي، وروميو والأصدقاء في مرحلة تميزت بوفرة الإنتاج وجودته لدرجة أن العديد من القصص الناجحة الأخرى لم تجد مكانة لها ضمن قائمة الـ WMT مثل مغامرات بوسكو ولوز وسكر وماوكلي فتى الأدغال.
لكن مع منتصف التسعينات بدا أن الأمور في طريقها للتغير، فلسوء الحظ لم تصمد المسلسلات الأخيرة مثل سابقتها وكانت مؤشرات المتابعة والتقييم لدى فوجي TV تتجه نحو تراجع متواصل. وقد حاولت فرق العمل اتخاذ تدابير يائسة فسردت دراما واقعية غير مبنية على عمل أدبي في مسلسل (أسرار المحيط) مخالفة مبدأ الاقتباس الرئيسي لسلسلة التحف العالمية، ثم أعادت إنتاج نسخة أخرى من رواية الفرنسي هكتور مالوت (بلا عائلة) مانحة بطولتها لفتاة بدل ريمي الفتى في القصة الأصلية من أجل مزيد من التأثير على مشاعر الجماهير. لكن الشركة أدركت في النهاية بأن روائع الأدب لم تعد موضة العصر فكان هذا آخر عمل ضمن السلسلة التي تطلبت قرارا قاسيا من الإدارة بإلغائها عام 1997.
وقد كانت هذه نقطة تحول فارقة في تاريخ Nippon Animation إذ غيرت الشركة سياستها بوضوح جذري، وأضحت تركز على إنتاجات ذات طعم ياباني تبنى على أساس قصص مانغا رائجة. بدت الخيارات أوسع بكثير من ذي قبل فرأينا مغامرات خيالية مثل Yamato Takeru و Mahoujin Guruguru و HxH وعروضا لطيفة عن الحياة اليومية في اليابان مثل Mikan Enikki و Mama Likes Poyopoyosaurus وغيرها. كانت في الواقع إصدارات أصلية وجذابة لكنها تترك لديك إحساسا عميقا بأن مسلسلات نيبون فقدت تلك النكهة الجميلة التي كانت تميزها.
وإن يكن، فعلى مدى عقود ثلاثة أنتجت Nippon باقة من روائع الأعمال التلفزيونية الممتعة والفريدة من نوعها، واكتسبت حب ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم ما بين سبعينات وتسعينات القرن الماضي، فأسست لرؤية بديلة للأنيمي أبعد ما تكون عن كل الأنماط المسبقة التي حاولت ترسيخ أسلوب موحد للرسوم المتحركة اليابانية في خيال العالم. فلا يسعنا إلا القول بملئ القلب شكرا لك Koichi Motohashi على هذا الأستوديو المدهش.