روسيا 2018 : كابتن ماجد يعود إليكم من جديد
في نسخة ينتجها تلفزيون طوكيو بمناسبة كأس العالم
مضت فترة طويلة منذ أن اعتزل الـ«كابتن تسوباسا» ممارسة كرة القدم بعد أن حقق حلمه في الاحتراف والتألق، لكن يبدو أن شغف اللعبة سيعيد هذا البطل الأسطوري إلى الميادين مجددا ليخوض مباريات أخرى برسم نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
في جدولة برامجها للربيع القادم، أعلنت مؤسسة تلفزيون TV Tokyo عن مواعيد عرض النسخة الجديدة من سلسلة كرة القدم الشهيرة «كابتن تسوباسا» والتي ينتظر أن يمتد بثها بشكل أسبوعي (52 حلقة) على مدار عام كامل بداية من شهر أبريل (2018). وقد ساهمت في إنتاجها إلى جانب تلفزيون طوكيو شركات وارنر (WB Japan) و (NAZ) و(Shueisha) ويتواصل تنفيذ حلقاته في أستوديوهات David Production بتأليف سردي (سيناريو) من أتسوهيرو توميوكا وتحت إشراف المخرجين توشيوكي كاتو وهيروفومي أوغورا.
بلا أدنى شك، منحت تقنيات الرسم والتحريك التي غدت أكثر تطورا عما كانت عليه قبل ثلاثة عقود السلسلة الجديدة مظهرا ذا جاذبية أكبر، لكن القصة لم تختلف عن سابقاتها كثيرا على المستوى السردي، فهنا أيضا تدور كل الأحداث حول الفتى (Tsubasa Ozora) الذي تدفعه ظروف الحياة هذه المرة إلى الانتقال مع والدته إلى مدينة Nankatsu حيث يتعرف في ملاعبها المدرسية على عدد من الأصدقاء والخصوم ويمارس معهم هوايته المفضلة (كرة القدم) في أجواء تطبعها منافسات شديدة تجعل البطل الصغير بحاجة إلى كل قواه ومهاراته كي يجد له مكانا بين التشكيلة الرياضية الأفضل ويثبت أنه جدير بالمضي قدما نحو حلمه الكبير (تمثيل اليابان في نهائيات كأس العالم).
وتأتي السلسلة الجديدة بعد 32 عاما على إصدار قصة (تسوباسا) لأول مرة في اليابان، حين خالف المؤلف والرسام يويتشي تاكاهاشي الذوق السائد في بلاده (حيث كان الأطفال يفضلون لعبة البيزبول) وأقنع محرري شويشا للنشر بجدوى تخصيص بعض صفحات مجلاتها لقصة تدور أحداثها في عوالم كرة القدم. وبعد سنتين من النشر المتواصل بدا أن (كابتن ماجد) حظي باهتمام الفتيان واليافعين في أرض الشمس المشرقة ووجه انتباههم إلى رياضة عالمية جديدة عليهم تماما. فطلبت شبكة TV Tokyo اقتباس قصته في مسلسل أنيمي نفذت إنتاجه شركة Tsuchida Production على مدى 128 حلقة من المنافسة والتشويق الرياضي، ما لبثت أن ألحقتها بأجزاء أخرى أكثر نجاحا، خرج بعضها عن سياق المانغا الأصلية فيما ارتبط بعضها الآخر بمنافسات عالمية (مثل مناسبة استضافة اليابان وكوريا لكأس العالم 2002).
بتأثير أمريكي واضح منذ أيام الحرب، لم يكن اليابان بلدا مهتما بكرة القدم، وقد تطلب الأمر 20 سنة ما بين صدور أولى حلقات الـ«كابتن تسوباسا» التي فتحت عيون اليابانيين على هذا اللون الرياضي والترفيهي الجديد، وبلوغ نجوم (الساموراي الزرق) نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخ البلاد خلال دورة فرنسا 1998. وعدا عن كل الأطفال والأبطال الذي استلهموا من (تسوباسا) حلمهم وما أكثرهم حول العالم، كان لهذا الفتى الذي تشتعل روحه عزما لا يلين أثر واضح في توجه الدولة بأكملها نحو دعم كرة القدم وجعلها من الرياضات الأساسية التي تراهن عليها لرفع العلم الياباني في شتى المحافل. وإن كان فريق الفتيات قد حقق هذا الهدف بفوزه بكأس العالم (ألمانيا 2011) فإن فريق الرجال مازال يبذل جهده دورة بعد أخرى إلى أن يفعلها ذات يوم.
«إن حلم أوزورا الأول هو الفوز بالمونديال وأن يصبح أحسن لاعب في العالم وسوف نراه يواصل العمل من أجل تحقيق ما يريد. المشوار طويل جدا وآمل أن يصل كابتن تسوباسا إلى هدفه ويرفع كأس العالم وأنا مازلت على قيد الحياة وقادرا على الرسم والتأليف» يقول تاكاهاشي في أحد حواراته.