كابتن تسوباسا : بطل كرة القدم الذي ألهم العالم

مقال بقلم هانائي آبي / بتصرف عن مجلة نيبونيكا 04/2010

TSUCHIDA PRODUCTION ©

لم نكن الوحيدين الذين تعلموا الركض وراء أحلامهم من الكابتن ماجد (تسوباسا). فهناك في اليابان يعترفون بفضل هذا الفتى في غرس حب كرة القدم بقلوب أطفال بلده. وهذا ما يرويه لنا هانائي آبي في هذه المقالة المنشورة بمجلة نيبونيكا.

كلمة السر التي تتكرر هنا هي «الكرة صديقتك». إننا نتحدث عن قصة الكابتن تسوباسا وهي سلسلة مانغا بدأ نشرها في عام 1981 وتصور النضج المتنامي لطفل يلعب كرة القدم اسمه (أوزورا تسوباسا). أيا كان الموقف في المباراة، فسعيه الأول هو إحراز هدف، وعندما كان في المدرسة الابتدائية ثم في الإعدادية كان يساعد فريقه على الفوز بالبطولات القومية الواحدة وراء الأخرى. لا عجب إذا أن تسوباسا كان يوقد الحماس والحيوية في قرائه الصغار.

عندما بدأت هذه السلسلة لم يكن تاكاهائي يوئيتشي وهو الفنان الذي ابتكرها يتعدى عشرين سنة، وهو عمر صغير جدا في هذا المجال. وقد كان العمل هو أولى خطواته نحو التفوق في عالم المانغا. ويعود له الفضل في التحول الكبير الذي حدث لكرة القدم اليابانية. يقول تاكاهاشي: «عندما بدأت السلسلة لم يكن القارئ الياباني معتادا على رؤية كرة القدم في قصص المانغا، ففي ذلك الحين لم يكن اليابانيون يعلمون حتى بوجود منافسة لكأس العالم، وقد كنت أسأل نفسي كيف أصور الجوانب الممتعة في كرة القدم، ولم يكن هناك أي مثال أتعلم منه، لذلك تعبت كثيرا. ولكن هذا أيضا كان جزءا من التحدي الممتع في العمل».

في عام 1983 تحول (كابتن تسوباسا) إلى مسلسل للرسوم المتحركة حقق نجاحا هائلا. وقد كان تسوباسا هو مصدر الإلهام وراء تحمس الكثير من الأطفال اليابانيين لتعلم كرة القدم، حتى أصبحت واحدة من أحب الألعاب الرياضية في البلاد. «أنا نفسي انبهرت بكرة القدم لأول مرة عام 1968 خلال كأس العالم في الأرجنتين، وتمنيت حينها أن يلمع نجم لاعبينا اليابانيين على النطاق العالمي، وعندما كنت أعمل على هذا المسلسل كان هذا الأمر دائما في بالي». يقول تاكاهاشي.

وقد تحققت آمال المؤلف الرسام عام 1998 عندما وصلت اليابان إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخها، وإذا باللاعبين الذين كبروا وهم يطالعون مجلات مانغا كابتن تسوباسا يجدون أنفسهم فجأة على المسرح العالمي لكرة القدم، وكانت هذه بداية جديدة لليابان.

وحتى خارج هذا البلد يتمتع كابتن تسوباسا، المسلسل الذي حمل اليابان إلى مسرح كرة القدم، بشعبية كبيرة فقد تم عرض الأنيمي في أكثر من مئة بلد، وأقر بعض لاعبي القمة في فرق قومية مهمة مثل زين الدين زيدان من فرنسا وفرانشيسكو توتي من إيطاليا بأنهم تأثروا بالكابتن تسوباسا ، فأحلام هذا الفتى البطل لامست مثل كرة القدم نفسها الوتر الحساس في مشاعر الناس عبر أنحاء العالم.

لقد انطلقت رحلة الكابتن تسوباسا منذ ثلاثين سنة، وعلى مدار حلقاتها تحول الفتى الطموح إلى لاعب قوي وناضج عمره 21 سنة ويلعب ضمن إحدى فرق القمة في إسبانيا. هكذا تابعنا كيف وجد الطفل البريئ الذي عشق مداعبة الكرة بين قدميه نفسه الآن في مواجهة أفضل لاعبي العالم، ولازال يجري وراء أحلامه.

«كابتن تسوباسا هو عمل حياتي» يقول تاكاهاشي. «وأنا أتمنى أن أواصل تصوير تسوباسا وهو يمارس كرة القدم ويتمسك بالعبارة التي يرددها (الكرة صديقتك). أنا نفسي اكتسبت ثقة كبيرة منذ طفولتي وكان للمانغا فضل كبير في ذلك، وهذا سبب آخر يجعلني أرغب في استخدام القصص لأرسم الطريق نحو تحقيق إحساس بالثقة والتفاؤل. لو أن الآخرين يشعرون بهذه الأحاسيس الإيجابية عندما يتصفحون مانغا (كابتن تسوباسا) فسأكون حقا قد أحرزت إنجازا يستحق الفخر».