روبن هود : سهم وقوس وقلب لا يخشى الأشرار !

حكاية نبيل ثائر على ظلم الإقطاعيين في غابة شييرود

TATSUNOKO PRODUCTION ©

قد لا يبدو من اللائق أن يكون البطل في أي حكاية لصا وقاطع طريق، لكن عندما يتعلق الأمر ببلاد تفشى فيها الظلم والاضطهاد يصبح هذا النوع من الثائرين مثالا للنبل والشجاعة وأملا يعيد للمستضعفين حقوقهم المهدورة.

تتعدد الروايات التاريخية حول روبن هود وتختلف بشكل كبير بين من يراه قاطع طريق خارجا عن القانون، ومن يؤمن بأنه بطل ثائر ضد الظلم والطغيان، غير أنها جميعا ترجح كونه شخصية حقيقية، نسجت حولها قصص أسطورية من التراث الحكائي الإنجليزي إبان العصور الوسطى (في أواخر القرن الثالث عشر)، تمثله فارسا مقداما كان يتمتع بشجاعة نادرة وبراعة مذهلة في رماية السهام.

مثلما اشتهرت في التراث العربي قصص عنترة العبسي أو سيف بن ذيزن، ذاعت قصة الفارس الثائر روبن هود في شوارع إنجلترا ومنها امتدت إلى أوروبا وبقية العالم منذ أكثر من سبعة قرون. وقد عرف عنه أنه كان يقوم بسرقة الأغنياء ليوزع الأموال على الفقراء، في زمن إقطاعي عصيب سيطرت فيه ثلة قليلة من ذوي الثراء الفاحش والسلاح الظالم على خيرات البلاد كلها، ممارسة في حق بقية الشعب أبشع أنواع الاستغلال.

وتورد سجلات قضائية إنجليزية تعود إلى بداية القرن الرابع عشر الميلادي، أن الحرس ألقى القبض على عدة خارجين عن القانون في أوقات مختلفة، زعموا أنهم يحملون اسم روبن هود، ادعاء للشجاعة والتحدي، وكان من بينهم ضابط بحري يعيش في منطقة شيروود فوريست مع رجاله، وكان دائم الاشتباك مع شريف منطقة نوتنغهام.

وحينما تجتمع هذه كل الصفات في شخص واحد، فإنها تجعله مثالا مغريا لناشري القصص وصناع الأفلام، لذلك نال روبن هود Robin Hood دور البطولة في عدد كبير من الإنتاجات المختلفة، غير أن العمل الذي جعله يدخل بيوتنا وقلوبنا في العالم العربي هو مسلسل (السهم الناري) ロビンフッドの大冒険 الأنيمي الياباني الذي أشرف على إخراجه Koichi Mashimo وأنتجته شركة Tatsunoko للإنتاج الفني عام 1990.

تصور قصة هذا المسلسل روبن هود فتى نبيلا يحب الحق والخير، سلاحه قوس وسهم وقلب لا يخاف، قرر أن يمشي على خطى والده ليدافع عن المظلومين في بلاد سيطر عليها اللورد ألواين Alwine الشرير الجشع الذي يحكم قلعة نوتنغهام رفقة شرذمة من أتباعه الذين دأبوا على الظلم بدون رادع، فاستولوا على الأراضي وفرضوا الضرائب  واضطهدوا الأناس البسطاء.

يلجأ روبن بعد احتراق قريته إلى غابة شيرود رفقة أبناء عمه الصغار (ديالا وويل وجولي) حيث يتعرف على عصابة مبتدئين يقودهم (الزعيم جون) للسطو على عابري السبيل، فيغير مبادئهم مشكلا منهم فرقة من الثائرين الذين يسرقون الأثرياء الجشعين لإطعام الفقراء المشردين. دون أن يغفل عن هدفه النبيل في محاربة عدوه اللدود الذي لم تزده الأيام إلا اعتدادا بالقوة وتجبرا في الأرض.

تم الدوبلاج العربي في أستوديو مركز الزهرة للإنتاج الفني والتوزيع، من أداء ميادة درويش وأمل حويجة وعلي القاسم وفاطمة سعد ومروان فرحات وأنجي اليوسف وخالد الطالب ومأمون الفرخ ونهال خطيب، فيما كانت أغنية الشارة على غير المعهود من إعداد معن صالح، وجائت بإيقاع طرقاني جميل يعبق بالألحان ويعلق بالأذهان.