يعتبر Osamu Tezuka بمثابة والت ديزني في أمريكا. فهو الأب الروحي لفن المانغا والأنيمي الياباني وواضع الكثير من أسسه وقواعده الفنية التي مازال تأثيرها رغم تنوع الأساليب وتفرع الإنتاجات ممتدا حتى اليوم.
منذ طفولته، لمس أوسامو تيزوكا (1928-1989) في نفسه شغفا بالرسم فدأب على صقل موهبته بالتدريب طوال أيام الدراسة، مستمدا التشجيع من ملاحظات أمه والإلهام من أفلام ديزني الأولى التي كان يطلعه عليها والده. ولم يتوقف عن ممارسة هوايته الأثيرة حتى حينما تم استدعائه عام 1944 للمساهمة في دعم الجهود العسكرية للجيش الياباني خلال الحرب، ولا حينما تم قبوله في شعبة الطب بجامعة (أوساكا) في السنة التالية.
أدرك Tezuka مبكرا أنه يمكن استخدام فن المانغا كوسيلة ناجعة للتأثير الإيجابي على المجتمع الياباني، فشرع يطور أسلوبه ويضع الخطوط العريضة لقصصه الأولى، ليتمكن من نشر كتابه الطفولي Maachan no Nikkichō وهو بعد في السابعة عشرة من عمره. ثم لم يلبث أن عمل في مشروع مشترك مع الفنان Shichima Sakai على قصة مقتبسة من رواية (جزيرة الكنز) ليقدما مانغا Shin Takarajima التي سرعان ما حصدت نجاحا كبيرا شجع أوسامو على الانتقال إلى العاصمة طوكيو باحثا عن شركات نشر لدعم أعماله الأخرى.
وبعد زيارات مخيبة عديدة وافقت شركات صغرى على نشر بعض أعماله، ودون أن يتخلى عن دراسته في كلية الطب، انطلق الفتى الطموح موقعا على قائمة قصص مميزة ضمت Dr.Tiger وKoronko وLost World وJungle Emperor Leo التي نشرت مسلسلة في مجلة Manga Shonen. عام 1952 كان الإعجاب الكبير الذي قابل به الأطفال شخصيته الجديدة (السفير أتومو) دافعا جعل الشركة المنتجة تطلب من تيزوكا تحويله إلى بطل لسلسلة طويلة، تم الشروع في نشرها على صفحات مجلة Weekly Shonen Magazine تحت عنوان Tetsuwan Atom والذي عرف في العالم أجمع باسم Astro Boy.
كانت شخصية Astro فارقة في حياة مبدعها، وبدا أن الفتى الفلكي الخارق يكتسب شعبية تغري بإخراج مغامراته العجيبة من ضيق صفحات المجلات إلى فضاء التلفزيون الواعد. وبدل التعامل مع Toei Animation التي كانت تشق طريقها في عالم التحريك آنذاك، فضل تيزوكا المساهمة في تأسيس شركة منافسة، وهكذا ولدت Mushi Productions التي اشتغلت على النسخة الأولى من مسلسل Astro عام 1963 وجعلته أول مسلسل أنيمي يبث بانتظام على التلفزيون الياباني، ويقتبس بدبلجة إنجليزية، قبل أن ينسحب منها أوسامو سنة 68 ليواصل العمل على مسلسله في مكاتب شركته الخاصة Tezuka Productions.
لم يكن تيزوكا ليخلد اسمه كشخصية مؤثرة في أحد أهم مجالات الثقافة الشعبية اليابانية لولا أنه كان شجاعا بما يكفي لاتخاذ قرار التخصص في فن الرسم الذي لم تكن قيمته في تلك الأيام لتضاهي قيمة مهنة رفيعة كالطب، والواقع أن الاختيار لم يكن سهلا، فقد ظل تيزوكا الشاب حائرا بين المجالين لفترة، قبل أن يتبع رأي أمه التي قالت له حينما استشارها في الأمر : «عليك أن تقضي حياتك في العمل الذي تحبه أكثر من أي شيئ آخر».
ترك الرجل أعمالا تناهز 700 مجلد ضمت عناوين شهيرة منها (Ribon no Kishi) و (Astro Boy) و(Blak Jack) و(Hi no Tori / Phoenix) و(Kimba) الشهير بالليث الأبيض. وقد نالت أشهر أعماله العديد من الجوائز المهمة كـ Shogakukan Manga Award وKodansha Manga Award وجائزة رابطة رسامي الكرتون. وبعد وفاته افتتحت بلدية تكارازوكا حيث مسقط رأسه متحفا باسمه يضم مكتبة للقصص المرسومة وورشة للرسوم المتحركة، ومقتنيات خاصة ونماذج مرسومة أو مجسمة للشخصيات الشهيرة التي ابتكرها.