تعرف شخصية Astro Boy في اليابان باسمها الأصلي Tetsuwan Atomu وهو بطل سلسلة مانغا يابانية من تأليف ورسم Osamu Tezuka الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي لفنون المانغا والأنيمي.
بعدما بدأ يفرض أسلوبه المميز في التأليف والرسم في يابان ما بعد الحرب، تلقى أوسامو تيزوكا عام 1950 طلبا من فريق تحرير مجلة شونين تصدرها شركة Kobunsha لإعداد سلسلة مانغا جديدة، فوجد المؤلف نفسه منجذبا بقوة إلى مجال الخيال المستقبلي والتقدم العلمي الذي تسعى إليه بلاده المدمرة بقنبلة هيروشيما.
شرع تيزوكا يرسم أولى ملامح بطله الصغير في هيئة بشرية بقدرات آلية خارقة مانحا إياه لقب (Ambassador Atomu) وبطولة القصة التي نشرت أولى فصولها عام 1952 واستمرت في الصدور بشكل شهري في صفحات مجلة Weekly Shonen Magazine على مدى 16 سنة متتالية، وحتى عندما تم إيقاف هذه المجلة بشكل مؤقت، لم يجد تيزوكا صعوبة في العثور على مساحة نشر جديدة بين ثنايا صحيفة Sankei Newspaper. قبل أن تعود Kodansha لجمع الـفصول الـ 112 الأصلية ضمن إصدار شامل في 23 مجلدا.
تتمحور القصة حول البطل الصغير أسترو الذي (اشتق اسمه الأصلي (أتوم) من جمع الحروف الأولى لمشروع (Astro Tech Omni Modality) وهو آلي في هيئة بشر ابتكره العالم Umataro Tenma ليعوض به فقدان طفله الصغير (توبيو) الذي قضى نحبه في حادثة سير. ثم تولى أمره الـ Professor Ochanomizu الذي ابتكر له عائلة من الآليين لمساعدته على الاستمتاع بالحياة ككائن ذي أحاسيس بشرية، وعاش معه العديد من المغامرات المثيرة مساهما في محاربة الشر بمدينته عبر التصدي الباسل لهجومات بشر جشعين أو آليين فضائيين أو ربوتات تم العبث ببرمجتها.
لم تتوفر النسخة الإنجليزية من مانغا أسترو بوي حتى عام 2002 عندما تمكنت شركة Dark Horse من شراء حقوق الترجمة. ورغم أن شخصية أسترو وقصته الأصلية كانت معروفة لدى أغلب محبي الفن التاسع، إلا أن نشرها بلغة أكثر يسرا وعالمية ساهم في زيادة شهرة شخصية الآلي البشري الصغير. «مع التحسن المستمر في أسلوب تيزوكا الفني، أصبح أسترو أكثر حداثة وجاذبية وقربا من جمهوره من فتيان المدارس» يقول فردريك شولد محرر حوارات النسخة الإنجليزية.
كان الإقبال الكبير الذي لقيته السلسلة داخل اليابان وخارجه دافعا نحو السعي لتحويلها إلى مسلسل أنيمي، وقد جاء في ثلاث نسخ مختلفة أنتج أولها منذ 1963 (193 حلقة) عبر شركتي Mushi Production و Tezuka Productions وبعرضه المتواصل على التلفزيون الياباني، كان من أول وأهم المسلسلات التي صنعت السكة المتينة التي انطلق عليها قطار الأنيمي ليجوب كل العالم. أعيد إنتاج المسلسل عام 1980 (52 حلقة) ثم في نسخة أكثر جودة عام 2003 وتكونت من 50 حلقة تمت دبلجتها إلى العربية في استوديوهات تنوير بدمشق. وفي العام 2009 تم اقتباس الشخصية لفيلم أنيمشن 3D من إنتاج أمريكي ياباني.
لقد كانت سلسلة الفتى الفلكي الذي يعتبر جسر وصل بين عالمي البشر والروبوت إحدى أطول السلاسل التي عمل عليها أوسامو تيزوكا (52-68) ورغم ثقة المؤلف بصغيره البطل أسترو، إلا أنه لم يتخيل يوما حجم النجاح الذي سيبلغه على مر السنين بتحوله إلى أيقونة أنيمي شهيرة، حصدت قصته إيرادات هائلة تجاوزت الـ 3 ملايير دولار عن حقوق النشر والدوبلاج ومبيعات الصور والألعاب والملابس والبطاقات والطوابع البريدية. محتلا المركز العاشر ضمن قائمة أكثر سلاسل المانغا اليابانية مبيعا (مجلد كودانشا باع أكثر من 100 مليون نسخة عبر العالم)، ومتوجا مشواره البطولي بوسام فريد وشحته به الحكومة اليابانية عام 2007 حين منح رسميا لقب (مبعوث اليابان للسلام العالمي).