كاندي كاندي : سنبسم مهما تقسو علينا الحياة

دراما رومنسية تفوح بالكثير من الذكريات والأماني

TV ASAHI ©

كشأن جميع فتيات إيغاراشي، استطاعت (كاندي) ذات العيون الواسعة والشعر الأصفر أن تسحر متابعي قصتها بمزيج رائع من جمال الهيئة وطيب السريرة، طبع شخصيتها عبر مراحل ومحطات مختلفة من حياة فيها الكثير من الآمال والآلام.

ظهرت قصة (candy candy) لأول مرة على شكل رواية أبدعتها الكاتبة اليابانية كايكو ناغيتا (ووقعتها باسمها المستعار كيوكو ميزوكي) مصدرة منها ثلاثة أجزاء مشوقة، حظيت بشعبية كبيرة لدى الفتيات اليابانيات، اللواتي رأين في كاندي الفتاة مثالا للطيبة والكفاح والصبر على مصاعب الحياة.

عام 1975 أبدت مجلة ناكايوشي Nakayoshi اهتماما كبيرا بالقصة، فأثمر التعاون بين كاتبة الرواية والرسامة يوميكو إيغاراشي عن تحويلها إلى مانغا مرسومة بشكل جذاب. ليتم الشروع في نشرها متسلسلة على مدى أربع سنوات، ونالت جائزة كودانشا لصنف روايات الـ shōjo عام 77. مما جعلها هدفا لشركة توي أنيميشن Toei Animation التي حولتها إلى مسلسل أنيمي وأربعة أفلام قصيرة.

«في صنف الشوجو، يسعدني أن أرى قصة كاندي كاندي تتربع على مكانة متميزة. إنها قصة موجهة للأمهات ولبناتهن في الوقت نفسه». تقول عنها رسامة شخصياتها وأحداثها Yumiko Igarashi مستحضرة كيف انجذبت إليها بشدة وهي تتشاور مع محررها بدار النشر توكوما شوتين، ساعيين معا إلى جعلها مصدر متعة وإلهام لجيلين مختلفين.

تنطلق أحداث القصة في بداية القرن العشرين، من ملجأ Pony’s Home حيث نشأت الصغيرة اليتيمة كاندي كأي طفلة لا تخلو يومياتها من مرح وشغب. وكبرت وهي ترى رفاقها يرحلون طفلا تلو الآخر نحو عائلاتهم بالتبني، مودعة ذكرياتها بلا أمل ومنتظرة دورها بلا اشتياق. وحين تبنتها عائلة لاغان وهي في الـ 13 من عمرها، لم تكن حياتها الجديدة أفضل من سابقتها على الإطلاق، بل أسيئت معاملتها كثيرا، فأجبرت على العمل خادمة في البيت، ثم اتهمت بالسرقة وأرسلت على سبيل العقوبة إلى مزرعة بعيدة، قبل أن يتدخل السيد أودري الذي ظلت شخصيته الحقيقية غامضة بالنسبة لها حتى نهاية القصة، ليرسم في طريقها دربا آخر قادها إلى لندن ثم إلى معهد ثانوي بالولايات الأمريكية، حيث تدربت لتصبح ممرضة في مشفى شيكاغو، مواصلة إبحارها في هذه الحياة العاصفة التي ما تلبث أن تمنحها ساعات من السكون والأمان، حتى تهب في وجهها مرة أخرى لتغمر قبلها الرقيق بمزيد من الوحشة والحزن.

عام 2010 عادت المؤلفة لإبداع فصل ختامي لروايتها منحته اسم Candy Candy Final Story ونشرته باسمها الحقيقي في مجلدين بلغة ذات إيقاع شعري جميل، وتعديلات كثيرة على تفاصيل الأحداث اليومية رغم أن فصول القصة ومنعطفاتها المؤثرة بقيت هي نفسها تقريبا. «كان من الضروري أن أفعل هذا، فقد أردت أن أحكي القصة كما تخيلتها وخططت لها منذ البداية، بدون أي تأثير من رسامة المانغا أو فريق التحرير في دار النشر» تقول كايكو.

بعد نشر الفصل الأخير في مجلة ناكايوشي، جمعت مانغا (كاندي كاندي) ليعاد نشرها في 9 مجلدات. ثم اقتبست للبث التلفزيوني على شبكة TV Asahi (وتنفيذ توي أنيميشن) فجائت في 115 حلقة من 25 دقيقة، ساعد اللون الغربي لشخصياتها وأحداثها (كشأن عدد كبير من إنتاجات شركة نيبون أنيميشن التي اشتهرت باقتباسها أفضل روائع الأدب العالمي) في تسهيل رواجها بعدد من دول أوروبا، وكانت أكثر دبلجاتها شهرة النسخة الإيطالية والفرنسية، كما صور للقصة فيلم لايف عام 1981 ودراما عائلية كورية وسلسلة تلفزية أندونيسية بعد ذلك، لكن لم يحدث أن حظي المسلسل بدبلجة عربية على الإطلاق، وقد يكون السبب عدم جرأة شركات الدوبلاج العربي عليه لما في قصته من تشعبات رومنسية.