ماري لينوكس: من يمسح عن قلبي حزني؟

ألوان من المشاعر تنمو في حديقة سرية

NHK / AUBEC / GAKKEN ©

لا تختلف قلوب البشر عن الزهور الملونة في شئ، القليل من الحب يحييها فتبرعم وتتفتح شذى وعبيرا كأجمل ما تكون، والقليل من الإهمال يخنقها ويجعلها تذبل وتفقد كل رغبة في الحياة.

مقتبسا عن قصة كتبتها المؤلفة البريطانية Frances Hodgson Burnett أنتج أنيمي الحديقة السرية (درامـا تاريخية من 39 حلقة) سنة 1992 لصالح مؤسسة NHK (من تنفيذ أستوديو Aubec) بسيناريو لـ Kaoru Umeno وتحت إشراف المخرج Tameo Kohanawa.

نشرت القصة تحت عنوان The Secret Garden لأول مرة عام 1910 متسلسلة في مجلة أمريكية، ثم جمعت حلقاتها في السنة التالية لتصدر في كتاب بنسخة أمريكية عبر شركة Stokes وأخرى بريطانية من Heinemann. كما اقتبست قصتها لعدة أفلام ومسلسلات دراما وأنيمي.

اعتبرت الحديقة السرية من أشهر ما كتبته فرنسيس برنيت، بعد قصتها العالمية (سالي الأميرة الصغيرة). وفي الواقع، يبدو أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين الحكايتين وبطلتيهما، فسالي وماري كلتاهما نشأتا في الهند ثم اضطرتهما أوضاع عائلية للعودة إلى إنجلترا، وساهمت ظروفهما العصيبة في تشكيل شخصيتيهما من الناحية النفسية، لتكبرا معا وفي قلبيهما مزيج من الأمل والألم، والطيبة والخيبة، والحزن الدفين والبسمات الساطعة.

تدور قصة سالي في أجواء مدرسية وتروي فصلا من سيرة «سارا كريو» التي نشأت مدللة منعمة في حياتها رغم كونها يتيمة الأم، إذ كان والدها الثري البريطاني حريصا على أن يوفر لها كل ما يجعلها تحيا كالأميرات. فأرسلها إلى موطنها الأصلي (لندن) بمجرد بلوغها سن التمدرس. حيث سجلت في معهد الآنسة مينشن الداخلي للفتيات، ولقيت فيه أفخم عناية وأطيب ترحيب، واستطاعت سريعا أن تجد لها مكانا في قلوب الجميع. غير أن حالها لم يلبث أن تغير بشكل مأساوي، حينما ورد خبر عن وفاة والدها وإفلاس شركاته، لتتحول في رمشة عين إلى فتاة منبوذة زادت الآنسة مينشن من مأساتها حين حولتها إلى خادمة لا تريد من هذه الحياة سوى نظرة عطف أو كلمة حب.

وفي المقابل تتخذ (الحديقة السرية) من منزل كبير مسرحا لأحداثها، وتتمحور حول الطفلة ماري لينوكس Mary Lennox التي ولدت لأبوين إنجليزيين في الهند، ونشأت فتاة مزاجية خشنة الطباع. خاصة بعد أن وجدت نفسها وحيدة إثر وفاة والديها معا وهي بعد في التاسعة من عمرها. أرسلت ماري الى قرية مانور المنعزلة في إنكلترا لتقيم في قصر عمها أرشيبولد كارفن، الذي تحيط به منطقة واسعة من الأشجار، من بينها حديقة غريبة أمر السيد بإغلاقها منذ وفاة زوجته قبل سنوات.

تحتاج الفتاة الكثير من الوقت لتتأقلم مع حياتها الجديدة، وتتخذ لها أصدقاء من خدم القصر أو سكان القرية أو حتى حيواناتها. وعلى مدار 39 حلقة من المشاكل العابرة والمشاعر العميقة، أثرت ماري في الجميع، وحولت جو الكئابة الذي عشش في أركان البيت منذ زمن طويل إلى ضحكات فرح ونظرات امتنان.

حملت النسخة العربية للمسلسل توقيع مركز الزهرة (فينوس) بأداء مميز من نخبة من فنانيه علي القاسم (الراوي) وفدوى سليمان وفاطمة سعد وبثينة شيا وأيمن السالك ومأمون الفرخ وزياد الرفاعي وآمنة عمر وأسيمة يوسف وميادة درويش ولونا أسطانم وأنجي اليوسف. أما أغنية الشارة فكانت من كلمات أحمد نتوف وأداء هالة الصباغ وطارق العربي. ثم أعيدت دبلجته مرة أخرى تحت الطلب، بعنوان (رنيم والحديقة) ورغم أن مجموعة أخرى من فناني الزهرة الكبار شاركت فيه أيضا ومنهم سمر كوكش وهزار الحرك ومجد ظاظا ومحمد خاوندي وعنان الخياط، غير أنه لم يرق لمستوى (الحديقة السرية) إذ طغت الرتابة على أغانيه والوعظ والنصح على حواراته إلى حد بعيد.