سالي .. وأعيش في حنين لوقع المطر

عندما تنتصر طيبة القلب على قساوة الحياة

NIPPON ANIMATION ©

لطالما سحرت الحكايات الحزينة قلوب القراء والمشاهدين ورسمت من بريق الدمع في عيونهم بصيص أمل ينير النفق المظلم. فكيف إذا كانت بطلتها أميرة جميلة قست عليها الحياة إلى أبعد حد؟

تم إنتاج مسلسل سالي أو Princess Sarah في نسخته الأصلية، عام 1985 في أستديوهات نيبون أنيميشن، كدراما اجتماعية من 46 حلقة أخرجها Fumio Kurokawa باقتباس عن رواية شهيرة للمؤلفة البريطانية Frances Hodgson Burnett صدرت طبعتها الأولى عام 1905 تحت عنوان (أميرة صغيرة).

قدم المسلسل للمشاهدين لأول مرة في اليابان على شاشة تلفزيون فوجي، ثم عرضت نسخة منه على Animax باليابانية والإنجليزية. وفي تصويت محلي تم اختياره من بين أفضل 100 سلسلة أنيمي يابانية على الإطلاق من قبل مشاهدي TV Asahi.

تمت ترجمة المسلسل إلى عدة لغات وبث على نطاق واسع في فترة التسعينات حتى اعتبر واحدا من أنجح أعمال الأنيمي على الإطلاق. ولم تخرج نسخته العربية عن هذا الإطار، إذ حظي بنسبة متابعة كبيرة، بسبب قصته الدرامية ذات العمق الإنساني، والتي تدور حول فكرة فلسفية محورها أن انتقال الإنسان من مرحلة الغنى إلى الفقر لا يعني نهاية العالم، وأن الأمل والإيمان قادر على تحويل أقسى الظروف إلى أجملها.

مقتبسة من وقائع حقيقية، تروي قصة سالي فصلا من سيرة حياة فتاة تدعى «سارا كريو» نشأت مدللة منعمة في حياتها رغم كونها يتيمة الأم، إذ كان والدها الثري البريطاني الذي يعيش في الهند (وهي آنذاك مستعمرة بريطانية) حريصا على أن يوفر لها كل ما يجعلها تحيا كالأميرات. وعلى عادة المعمرين هناك، أرسلها إلى موطنها الأصلي (لندن) بمجرد بلوغها سن التمدرس. حيث سجلت في معهد الآنسة مينشن الداخلي للفتيات، ولقيت فيه أفخم عناية وأطيب ترحيب. وفي الواقع كانت الفتاة الجميلة تستحق كل الاهتمام، فإذا جرت العادة بأن أجواء الترف تحجر القلب، فالأمر لم يكن لينطبق على سالي الرقيقة، فقد كانت ذات طبع أليف تحب الخير وتصفح عن الأخطاء وتسعى لكسب صداقات كل من حولها،  فاستطاعت سريعا أن تجد لها مكانا في قلوب أنمنغارد الكسولة ولوتي الصغيرة وبيتر سائق العربة وفيكي الخادمة وحتى لافينيا المتكبرة. غير أن حالها لم يلبث أن تغير بشكل مأساوي، حينما ورد خبر عن وفاة والدها وإفلاس شركاته، لتتحول في رمشة عين إلى فتاة منبوذة زادت الآنسة مينشن من مأساتها حين جعلتها خادمة يسخر منها الجميع، وقست عليها قلوب البشر حتى غدا كل ما تصبو إليه نظرة عطف أو كلمة حب.

تولت تنفيذ النسخة العربية شركة الشرق الأدنى للدبلجة في الأردن، من إنتاج المركز العربي للخدمات السمعية البصرية ومؤسسة حجاوي العالمية في عمان. بإشراف فني لموسى عمار، وأداء صوتي لكل من نصر عناني وأمل دباس ومنى سليمان ومحمد حلمي وريم سعادة وغسان المشيني في الأدوار المساعدة، أما البطولة (دور سالي) فقد جسدتها الممثلة إيمان هايل التي اشتهرت بعملها في التلفزيون والإذاعة الأردنية كممثلة ومدبلجة، وعرفت بنعومة صوتها وبأدائها لشخصيات أنيمي عدة مثل ماروكو الصغيرة وكاتولي فتاة المراعي والرغيف العجيب وأليس في بلاد العجائب وجمانة في زهرة الجبل وجودي في مسلسل صاحب الظل الطويل. فيما كانت الشخصية القاسية لمديرة المدرسة الداخلية الآنسة مينشن من أداء (عميدة الممثلات) السورية الأردنية قمر الصفدي، والتي شاركت بدورها في دبلجة مسلسلات عدة أهمها صاحب الظل الطويل والكابتن ماجد وسوار العسل ورحلة إلى أفريقيا وأحلام وفرح والدببة الطيبون. أما أغنية الشارة فكانت من أداء الفنانة سهير عودة في بداية مشوارها الفني، وقد أضفت بصوتها على حلقات المسلسل نغمة حزينة تروي قصة إنسان وجرح زمان.