أومينو ناغيكو تعلم الأجانب اللغة اليابانية من خلال المانغا

عن مقالة من موقع Nippon أعد نصها الإنجليزي ريتشارد ميدهارست

KADOKAWA CORPORATION ©

بمواقف هزلية ناجمة عن سوء الفهم والتواصل اللغوي مع طلاب أجانب من ثقافات متنوعة، حققت هذه المانغا على بساطتها نجاحا كبيرا  وغدت إلى جانب كونها مادة تعليمية مفيدة بمثابة فرصة لليابانيين لإعادة استكشاف لغتهم من جديد.

تعتبر سلسلة Nihonjin No Shiranai Nihongo (اليابانية التي لا يعرفها اليابانيون) لمؤلفتها Umino Nagiko خلاصة لتجاربها في تدريس الطلاب الأجانب، فقد حولت أستاذة اللغة اليابانية المبدعة هذه خبراتها التعليمية إلى مانغا قامت برسمها صديقتها 蛇蔵 Hebizo ونشرتها ميديا فاكتوري التابعة لـ Kadokawa Corporation فأمست خلال وقت قصير على الفور من القصص الأكثر رواجا في البلاد بأزيد من مليوني نسخة مبيعة، كما اقتبست منها سلسلة دراما تلفزيونية لاقت لطرافتها نجاحا كبيرا.

تضم السلسلة حاليا أربعة كتب رئيسية ودفتر عمل تكميليا، وتغطي مجالات لغوية متداولة مثل أسلوب الاحترام وأدوات عد الأشياء وتاريخ الهيراغانا والكاتاكانا، حيث يقوم الطلاب بطرح أسئلة حائرة على أومينو، وتحتدم النقاشات عن الفروق اللغوية والثقافية بين اليابان وبلدانهم. وبينما كتبت هذه السلسلة أساسا للقراء اليابانيين، فإن شكلها يجعلها مناسبة لدارسي اللغة اليابانية الأجانب.

بدأت أومينو مشوارها بتدريس اللغة اليابانية في مدرسة ثانوية بمدينة أوساكا، وكما أوضحت في مقابلة مع nippon.com فقد انتقلت إلى تدريس الطلاب الأجانب لأنها رأت أن التعامل مع أشخاص يتعلمون اللغة اليابانية بمحض إرادتهم هو أمر ممتع، وما لبثت أن بدأت بالاستمتاع بالمناخ الحيوي المتعدد الثقافات في صفوف الطلاب المبتدئين.

ينبغي على دارسي اليابانية أن يكونوا قادرين على فهم كل من اللغة المنشورة في الكتب واللغة المتداولة في الشارع، لذلك فإن أحد الموضوعات المتكررة في هذه المانغا هو التباين الكبير بين اللغة المضبوطة بشكل كبير في كتب الطلاب التدريسية وبين ما يسمعونه في حياتهم اليومية والذي يكون غالبا غير فصيح، أو مرتبط بمنطقة ما كلهجة محلية ولذلك تقترح أومينو أنه من الأسلم التعلم ومن ثم التحدث باللغة اليابانية الفصحى لأنها محايدة ومقبولة من الجميع.

في كتاب (اليابانية التي لا يعرفها اليابانيون) يتعلم الطلاب الكثير من الكلمات من الثقافة الشعبية اليابانية بما فيها الأفلام والأنيمي والمانغا، وتقول أومينو إنه من الجيد القيام بذلك عندما يكون مناسبا. كما توصي الطلاب المبتدئين باستخدام الكلمات مباشرة بعد تعلمها من خلال نطقها بصوت عال. «إذ يجب أن يعتاد لسانك على الألفاظ الأجنبية التي لها أصوات غير موجودة في لغتك الأم». ومن الضروري أيضا كتابة كلمات جديدة باليد «فلا تستطيع تذكر الكلمات بالنظر إليها فقط، لذلك اكتبها».

ولكن هذا لا يعني بالضرورة قضاء فترة طويلة من الوقت في الدراسة. «أعتقد أن القراءة بصوت عال والكتابة لمدة 5-10 دقائق في اليوم هو أمر جيد وإذا لم تقم بذلك، فإنك ستنسى اللغة». ولكن في ما يتعلق بالكتابة فإن أومينو ليست من الذين يتمسكون بصرامة باتباع الترتيب الصحيح للخطوط (الحركات) عند كتابة الكانجي. «غالبا ما يقول لي الطلاب إن ترتيب كتابة خطوط الكانجي غير صحيح. لا أعتقد أن هذا الأمر يهم حقا مع أن البعض قد يقول إن كتابة الكانجي وفق الترتيب الصحيح لخطوطه يزيد من جماله عند الانتهاء من كتابته».

تشمل اهتمامات أومينو وأنشطتها كامل مناحي اللغة اليابانية، ولكن هل تنظر إليها على أنها لغة تفرض على دارسيها تحديات خاصة؟ «لا، فهي في الحقيقة ليست بتلك الدرجة من التعقيد. صحيح أن بعض جوانب اللغة اليابانية صعبة ولكن الكثير منها سهل أيضا». وهي كلمات تشجيع تقولها للطلاب الذين يدرسون اللغة اليابانية في كل مكان.